جرت نسخة «مدارات» لعام ٢٠٢٣ في السّنغال ما بين ٤ و١٢ كانون الأوّل/ديسمبر ونُظِّمت لتكون بمثابة لمحة عن المشهد الفنّي في داكار. قُيّم البرنامج بالتعاون مع الفنانة وصانعة الأفلام جيهان الطاهري ونسّقته المسؤولة عن البرامج في «مفردات» كريستال خوري. استكشفت الرحلة الروابط (وانعدامها) ما بين شمال وشرق وجنوب صحراء أفريقيا وتعمّقت في العلاقة ما بين ثقافة وتاريخ السود والعروبة، كما تمعّنت في الوجود المتزامن للمعارف المتوارثة والأيديولوجيّة الاستعماريّة الغربيّة ضمن الممارسات الجماليّة الحاليّة.

وسافرت المشاركات والمشاركون سلمى القسمطيني (تونس) ولينة حبيب الله (السودان) ومحمّد أمين (مصر) ومحمّد صلاح (السودان) إلى داكار، حيث تلاقين بالفنانات والفنانين والقيّمات والقيّمين على المعارض إلى جانب زيارة المؤسسات الفنية والمبادرات الثقافية في المدينة. وشملت الرحلة زيارات إلى مراكز فنّيّة تتضمّن «كينو – مختبر وخطابات الخيال» و«مساحة المدينة» و«قرية الفنّ» و«كير تيوسان» و«رو ماتيريال كومپاني» و«لو لوفت داكار» وإلى متاحف من ضمنها «متحف ليوپولد سيدار سنغور» و«متحف الحضارات السوداء» وإلى «بيت المستعبَدين» في جزيرة غوريه. خاضت المجموعة أحاديث مع القيّمة ديلفين بويس وفاطمة بنت الرسول سي («رو ماتيريال كومپاني») وادريسا ديالو («قرية الفنون» و«الغاليري الوطنيّة للفنّ») والحاج مالك ندياي («المعهد الأساسي لأفريقيا السوداء-«إيفان»») وإيزابيل ندياي سار ومامادو بوي ديالو («فنّ يطال»). كما شاركت المجموعة في ورشة مع الناقد السينمائي أبو بكر ديمبا سيسوخو وزيارة استديو الفنّانة البصريّة والمصوّرة ياسمين عيد صبّاغ. تلاقت المشاركات والمشاركون بالفنان متعدد المجالات أليبيتا والعازف متعدد الآلات والملحّن إيباكو والفنّانة عايشة ديم ومصمّم الملابس وتوابعها جاه غال دولسي والفنان البصري حامي الدين كاني ومصمم الأزياء شيخة، وذهبن في جولة في حيّ واكام مع مركز «كينو» وفي جولة معماريّة لمدينة داكار مع المهندسة المعمارية كارول ديوپ وحضرنَ سلسلة من الافتتاحات ضمن الدورة الثانية عشر من «پارتكور داكار».

وفي تأمّلهمنّ في الرحلة، أنتجت المشاركات والمشاركون كتيّبًا صغيرًا بعنوان «شذرات من داكار» يشاركن فيها الأفكار والأسئلة والدروس المستقاة والمستوحاة من الرحلة، وتتضمّن مخلّفات الخيال الاستعماري والتنظيم المستقلّ واستعادة الماضي. يمكنك قراءة الكتيّب بالإنكليزيّة هنا.

نظّم البرنامج فيليپي ستاينبرغ وكريستال خوري. ونخصّ بالشكر جيهان، وكذلك جميع الفنانات والفنانين والأشخاص الّذين تلاقينا بهمنّ طوال الطريق.

سلمى القسمطيني (م. ١٩٩٦، تونس) قيّمة معارض ومنتجة ثقافيّة تونسيّة مقيمة في تونس العاصمة. تعمل في مجال تقييم المساحات العامّة والوساطة في كلّ من تونس وألمانيا. بادرت بإنشاء «استوديو غاليري سلمى فرياني» بصفته مساحة بحث لمرافقة الفنانات والفنانين وتجريباتهمنّ. يشدّد توجّهها الفنّي على الخبرة المبنيّة على الممارسة.

لينة حبيب الله (م. ١٩٩٣، السودان) فنّانة وعاملة ثقافيّة وباحثة سودانيّة مقيمة في لندن، تُعنى بالثقافات البصريّة/المادّيّة الأفريقيّة وصناعة الأفلام/نماذج المعارض المجتمعيّة. تستكشف المواضيع هذه من خلال الفنّ/النقد السينمائي وصناعة الأفلام الخاصّة بها إلى جانب البحث وتقييم المعارض.

محمّد أمين (م. ١٩٩٥، مصر) باحث ومبرمج أفلام وناشط ثقافي مصري مقيم حاليًّا في الإسكندريّة. يبحث في السينما ويكتب عنها إلى جانب الموسيقى الإثنيّة والممارسات الثقافيّة المعاصرة والمَدَنيّة وعن نقد الصور المتحرّكة، كما يقيّم البرامج السينمائية والندوات والبرامج والورشات التثقيفيّة متعدّدة المجالات.

محمّد صلاح (م. ١٩٩٣، السودان) قيّم معارض ومصوّر فوتوغرافي وصانع أفلام سوداني مقيم في برلين. يستخدم التصوير الفوتوغرافي أداةً لفحص الضوء وتقدّم الوقت ومفهوم حقوق التأليف فيما يسائل باستمرار طبيعة التصوير الفوتوغرافي وجوهر الصورة الفوتوغرافيّة.

 

أقيم برنامج «مدارات» لعام ٢٠٢٣ بصفته جزءًا من المشروع «أفعال مستقبلية» المدعوم جزئيًا من وزارة الخارجية الألمانية وبدعم إضافي من «مؤسسة تيغر».