تضمن هذه الصفحات مشروع تجميع ونشر نصوص جديدة أو منشورة مسبقاً تتعلق بمصطلحات ممارسات الفن المعاصر واللغات المستخدمة لمناقشتها والتفكر بها. على مدى الشهور القادمة، ستكون مجموعة “ملحق غروب على النيل” بمثابة صوت المحرر لهذا المشروع. سيقوموا شهرياً باختيار إحدى المصطلحات المتعلقة بالفن، والتي تحوي تأويلات وتحريفات عند ترجمتها في العربية والإنجليزية. كما سيتولوا أيضاً إيجاد وخلق و في بعد الأحيان تكليف نص مكتوب بكلتا اللغتين، مرتبط المصطلح المختار.
يسعى “ملحق غروب على النيل” لاتّباع إجراء ذاتي التعليم، لا من أن يكون توجيهي، يسائل المصطلحات واستعمالاتها في كلتا اللغتين. على حد وصفهم “إن المناقشات التي ستنشأ عند السعي لإيجاد أرضية أو قاعدة مشتركة، أو للإتفاق على المدلول أو الإشتقاق الإتيمولوجي لبعض المصطلحات، قد تكون مساحة ذات طاقة وإمكانية.” يعمل الجَمع الفني “ملحق غروب على النيل” مع المترجم زياد شكرون.
يعمِل “ملحق غروب على النيل” في المقام الأول كفضاء فني يقدم شهرياً معارض لأعمال فنانين في مساحة إحتياطية في شقة واقعة في جاردن سيتي في مدينة القاهرة، ولكنه في الوقت نفسه يعمل كدار نشر، مجموعة أعمال فنية معاصرة، حافظ أرشيف، فنان، كاتب، ساقٍ، قيم فني، وفريق تجهيز. تأسس “ملحق غروب على النيل”في كانون الثاني من العام 2013 وما زال يتطور حتى اليوم.
انتشر أمامي، فجأة، الدود الموصوف في إحدى الروايات… دود يرتب صفوفه وأنواعه وألوانه، بنظام صارم، لالتهام الجثة كأنه يسلخ اللحم كله عن العظام في دقائق. غارة واحدة… غاراتان ولا يبقى منّا غير الهيكل العظمي. دود يأتي من المجهول… ومن التراب… ومن الجثة ذاتها. الجثة تأكل نفسها بجيش حسن التنظيم يطلع منها في لحظات. إنها صورة تفرغ الإِنسان من بطولته ومن لحمه، وتدفع به في عراء المصير العبثي، في العبث المطلق، في العدم الكامل. صورة تجرَّد الأَناشد من مديح الموت ومن الفرار إلى الفرار. أًمِنْ أجل التغلّب على بشاعة هذه الحقيقة، فَتَحَ الخيال البشريُّ – ساكنُ الجثة – فضاءً لخلاص الروح من هذا العدم؟ أهذا ما يقترحه الدين والشعر من حَلّ؟ ربما… ربما…
Suddenly, worms, made famous in a certain novel, spread before me. Worms arranging themselves in rigid order into rows according to color and type to consume a corpse, stripping flesh off bone in a few minutes. Just one raid. Two raids, and nothing’s left except the skeleton. Worms that come from nowhere, from the earth, from the corpse itself. The corpse consumes itself by means of a well-organized army rising from within it in moments. Surely, it’s a picture that empties a man of heroism and flesh, thrusting him into the nakedness of absurd destiny, into absolute absurdity, into total nothingness; a picture that peels the song from the praise of death and from the escape into flight. Was it to overcome the ugliness of this fact that the human imagination—the inhabitant of the corpse—opened a space to save the spirit from this nothingness? Is this the solution proposed by religion and poetry? Perhaps. Perhaps.
Excerpt from: Mahmoud Darwish’s Memory for Forgetfulness: August, Beirut, 1982, translated by Ibrahim Muhawi, University of California Press (1995). Video by Andeel, Did You Say Yes or Did You Say No? (9 November 2011).
مقتطفات من كتاب محمود درويش «ذاكرة للنسيان»، أول طبعة ١٩٦٧. دار النشر (٢٠١٥). فيديو ل أنديل، «قولت نعم ولا قولت لأ؟» (٩ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١١).
